أحلام شهيد تعيش معركة كر وفر طاحنة

في إحدي السهرات الليلية
في أحد المقاهي العربية
يأتي كاتب للخواطر
يتهمه الشيوخ
بأنه كافر
و يتهمه من عينوا
أنفسهم نبلاء وشرفاء القوم
بأنه سافر
يقف وسط المقهي المكتض
و يقول

في ليلة شديدة الضلام
هلال صغير
يحجبه السحاب

أحلام شهيد تعيش معركة كر وفر طاحنة
منذ ستين عام
بين الأمل والسراب

وأمجاد أب عظيم
يدفنها أبنائه بأيديهم
تحت التراب

كلاب جائعة
كلاب ضائعة
،وكلاب طامعة
تحتفل بصيدها لقطة صغيرة
مطلقة العنان للنباح

ولص مستمتع بسرقة منازل العميان
لا يرد أن يطل نور الشمس
لا يريد أن يطل الصباح

وعجوز أصابها الخرف
فصارت تتوهم أنا بعد ستين عاما
ستنجب ولدا
تقول لها إبنتها، عودي إلي رشدك يا أمي
فيصبها الصرع وتجهش بالبكاء والصياح

وشاب درس في الجامعة
أساطير العضماء
فعاد إلي قريته
ونصب نفسه قائدا بطلا
داعيا أبناء قريته البسطاء إلي أن يقاتلوا
بالغناء
والدعاء
والبكاء
عدو لا يرحم مدجج بالموت والسلاح

وأحلام أطفال بريئة
أصيبت بشضيا القنابل
وحدها تداوي ألامها وحدها تضمد الجراح

وأخ يقاتل أخاه
و الأم تبكي
كل و احد فيهم يتهم الأخر بأنه
السبب في بيع أرض الأجداد
ومقتل الوالد

يكمل كاتب الخواطر خاطرته
والحاضرين يصفقون بحرارة
ومن أعينهم تنهمل دموع المرارة
يبتسم قليلا ثم يسقط علي الأرض
يتجمهر حوله الناس
فيجدونه قد لفض أنفاسه
الأخيرة ومات

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire